لقب بالأعشى لأنه كان ضعيف البصر، والأعشى في اللغة هو الذي لا يرى ليلا ويقال له: أعشى قيس والأعشى الأكبر. ويكنى الأعشى: أبا بصير، تفاؤلاً. وقد ولد ونشأ في منفوحة وهي قريه حضريه على ضفاف وادي حنيفة في نجد في ما بات يعرف اليوم بالعربيه السعوديه
هو من فحول الشعراء في الجاهلية. وسئل يونس عن أشعر الناس فقال: «امرؤ القيس إذا غضب، والنابغة إذا رهب، وزهير إذا رغب، والأعشى إذا طرب».
له القصائد الطوال الجياد. يتغنى بشعره فسموه: "صناجة العرب وطناجة الغرب" - ويقولون ان الأعشى هو أول من انتجع بشعره، يقصدون بذلك أنه كان يمدح لطلب المال. ولم يكن يمدح قوماً إلا رفعهم، ولم يهج قوماً إلا وضعهم لأنه من أسير الناس شعراً وأعظمهم فيه حظاً. ألم يزوج بنات المحلق بابيات قالها فيه، كما جاء في كتب الأدب اشتهر بمنافرة له مع علقمة الفحل. امتاز عن معظم شعراء الجاهلية بوصف الخمر.
شعره من الطبقة الأولى. وجود في أبواب الشعر كافة. إلا أن معظم شعره لم يتصل بنا ولا نعلم له الا قصائد معدودة أشهرها "ودع هريرة" وقد عدها البعض من المعلقات.
أما معلقته فمطلعها:
ما بكاء الكبير في الأطلال | وسؤالي وما ترد سؤالي |
وقد ترجم بعض قصائده الطوال، المستشرق الألماني "غاير" منها: قصيدته المعلقة، والقصيدة الثانية "ودع هريرة". وقد عني بشرحها مطولاً، وطبعت معلقته في كتاب: المعلقات العشر.
من قصيدة "هيفاء مثل المهرة":
صَحَا القَلبُ مِن ذِكرَى قُتَيلَةَ بَعدَمَا | يَكُونُ لَهَا مِثلَ الأَسِيرِ المُكَبَّلِ |
لَهَا قَدَمٌ رَيَّا، سِبَاطٌ بَنَانُهَ | قَدِ اعتَدَلَت فِي حُـسنِ خَلقٍ مُبتَّلِ |
وَسَاقَانِ مَارَ اللَّحمُ مَورَاً عَلَيهِما | إلَى مُنتَهَى خَلخَالِهَا المُتَصَلصِلِ |
إذَا التُمِسَت أُربِيّتَاهَا تَسَانَدَت | لَهَا الكَفُّ فِي رَابٍ مِنَ الخَلقِ مُفضِلِ |
إلَى هَدَفٍ فِيهِ ارتِفَاعٌ تَرَى لَهُ | مِنَ الحُسنِ ظِلاً فَوقَ خَلقٍ مُكَمَّلِ |